غير مصنف

هل تعلم أنك لا زلت حيّاً؟!..

cats.jpg

● لا شيء في الحياة قادر على أن يمحوك ما دمت ممسك في يد ~ أقلامك، أوراقك، فرشاتك، الوانك، وفي الأخرى صرة أحلامك.

● كثيرًا ما نبتسم دون فرح، نبكي دون حزن، نشعر بالبرد في الصيف، نعاني الحر في الشتاء، نتجول في الأماكن المغلقة مستخدمين أرجُل عقولنا فتتسع لنا الدروب مد البصر، نركض في الغابات الشاسعة فتصطدم أقدامنا بالعشب والحجر!، نحمل أحلامنا فنشعر اننا مكبلين من ثقل الحمل فنعود بها من جديد لنلقيها على كهل القدر، نتعجب ويزيد العُجب فينا من قدرة التفنن الذي يبديها سلطان الواقع في إشعال نار الفتنة بيننا وبين أحلامنا البريئة صنيعة طفولتنا الحية التي تولدت منذ عقود في أعماق أعماقنا وباركتها مراحل نمو اعمارنا المتتابعة علينا إلى أن اصطدمنا سويا بصخرة الواقع الجرانيت المريرة التي خيرتنا من أن تهشمنا مع أحلامنا أو يؤذن لنا بالمضي قدما من بعد أن نتخلى عن برائتنا بمحض إرادتنا أو رغماً عنا وننفض غبار أمالنا من على اكتافنا ونمضي ومن ثَمّ نخذلها. نهجو، نمتعض، يتملكنا شعور بالخوف وآخر لم نعرف له تفسيرا سوى أنه يبدو كالسهم الذي لا يُرى إلا في اللحظة التي فيها يصيب صدرك كي يرديك قتيلا ليصبح أخر ما تراه بأم عينك قُبيل مجيء ليلتك الأخيرة التي يمارس فيها النجم رقصاته المستعصي عليك فهمها وهو يقدم لك مراسم إستلام مفتاح الخزينة المثقلة بصندوق أمنياتك المهترئة.

● هل تعلم أن الصبر هو البطل الأسطوري على مر العصور الذي يستحوذ على النصيب الأكبر من أحاديثنا التي لا تكاد تنتهي، ندللـه ونهذب افعالنا أمامه كي ننال رضاه، كلما اخطأنا في حقه جئنا إليه مسرعين منيبين لنجدد التوبة أمامه ونحن مذعنين، إن الصبر يمثل للغالبية العظمى القوة الخارقة الخفية التي يحتاج إليها كُل من يمارس الحياة تحت ظل عرش الإله، إن الصبر لا يؤتي اُكله إلا بعد  ضبط النفس والتعقل حتى ننال الرضا والقبول فتتحرك دفة المركب نحو صندوق امنياتنا الغارقة في اعماق العمر لتنتشلها وتحقق لنا بعض منها بعد ان تآكلت البقية بسبب طول الوقت الذي كنا فيه نعاقر شرب الصبر.

● هل تعلم أن من لم يتناول إبتسامته في الصباح فـ ليعلم أن أحدا ما قد سبقه إليها وسرقها منه، لذا عليه أن يحترس جيدا في المرة القادمة وأن لا يترك إبتسامته عرضة للسرقة. إن الابتسامة التي تُعرض على الوجه الصبوح صبيحة كل يوم هي التي نرتكز عليها في مقاومة الملل والتعب والعنف وسوء الطالع، إننا لا نحمل شيء في داخلنا أثقل من الإبتسامة لذلك نتركها في المنزل! هكذا نفعل لذلك نبدو شاحبين الوجه في منتصف اليوم.

● هل تعلم أن تجوّلك وحدك يعيد ترتيبك وتهذيبك ويمنحك الحالة الفريدة التي تنفرد فيها بنفسك لتعيد لذاتك عافيتها. أنك حين تتجول وحدك فأنت تحاول أن تهرب من دائرة الزمن المفرغة، تبحث عن دور جديد يلائم شخصك الكريم بعد ان تبدلت الأدوار المستنسخة على كل شخوص المسرح. أنت ترتقي كل يوم سُلّم المسرح الذي اختلطت الأدوار فيه إلى ان تداخلت بشكل مريب حتى اصبحت الوجوه والثياب والكلمات واللكمات المتبادلة بين الشخوص والمفتعلة أحياناً! من دون سبب يذكر بدت سقيمة ومملة وغير مجدية بالمرة منذ تم الإفراط في استخدمها بشكل مقيت.

● هل تعلم؟!.. أنك لا زلت حياً. تلك العبارة رغم صدقها إلا أننا لا نصدقها، نقر بها ونحن نقرأها دون أن نقف أمامها لنتأملها، نتعامل معها كما لو انها سَرابا أو سِربا من الطيور في السماء سرعان ما يذوب في الأعين ويتلاشى من بعد العبور، إننا شرهين للغاية في احتساء الحزن، نستحي من الفرح إن مر أمامنا وسَلّم علينا، نحاول أن نتخفى منه قدر استطاعتنا، نحن قوم نستكثر على قلوبنا السعادة، نأوي الجرح وفي اعماقنا نخفيه! وكان الأحرى بنا أن نبحث له عن طبيب يداويه.

● هل تعلم أن التعاسة باتت عند الكثيرين الآن أسلوب حياة! إن التعاسة زائر سوء من زوار الليل الذي ينبغي التخلص منه سريعا وإلا سيستحوذ على منزلك الصغير ولن تجد احدا يأويك في بيته سوى الكآبة التي تفتح دارها دوما للمهمشين والحيارى ومن ذوي الحاجة للإنتحار، أتذكر كيف كنت قبل مجئ الكآبة واكيف اصبحت من بعد أن تم طردك ونزع ملكيتك من بيتك الذي كنت تأمل في أن يكون كوخا للفرح تجتمع من حوله الحمائم البيضاء وتفترش نوافذه البلابل المزخرفة بألوان قوس قزح تعبيرا منها أن هنا موطناً صالحا لإستقبال السلام العالمي.

● هل تعلم أن الحياة أكبر من أن يستحوذ عليها الشيء الواحد، لذا أصبح لزاما عليك أن تنهض لتملأ حياتك بما تحب حتى لا تترك لغيرك متسعًا فيك ينفذ من خلاله فيملئه بما لا يرضيك.

 

قياسي
غير مصنف

كونك مشرقة هذا يهدد وجود الشمس!

cats.jpg

فمن فوق السحب و بين قلل الجبال بت اجد نورك يغزو كل مكان لا يُسمح فيه بعبور نور إلا من خلال بوابة الشمس، ولأنك تزاحمينها في مملكتها اصبحت مع مرور الوقت تتفوقين عليها وعلىّ!

أذكرك منذ كنتِ الفتاة الصغيرة صاحبة الجدايل المخملية التي كانت تلهو من حولي كما تلهو النجوم من حول القمر منتصف كل شهر قمري حيث فيه يطلق البشر عليه بدر، إلى ان كبرتي وترعرعتي واصبحت تثمليني بقبلاتك الحارقة، وتجددين لي شبابي كل حين، وتنزعين الآمي وعينك تغزو فؤادي بسهم نفّاذ من اسهم كيوبيد الفتّاكة.

ثم مرت الأيام وأختبئتِ تحت الغيوم! وارتحلت أنا الآخر بعيدا بعيدا كي اسلم من تقلباتك التي تحدث في الشتاء عند قرب خروجه وفي الخريف عند عبوره وفي الصيف منذ حضوره حتى رحيله، وعند قدوم الربيع بثيابه الملونة تعودين مغردة كـ عصفور لم يفارق عشه إلا ليبعثر ريشه على الحدائق المجاورة، أرتحلت واختبئت بين المدن الشاحبة والطرق الواعرة صيانة لإنتظام نبض فؤادي، فإذ بي أشاهد حركة ظهورك من جديد ونظرات عيونك المتعرجة من تحت السحب البيضاء كالثغامة متغلغلة بثيابي، بات قلبي يغرد لك بمنقار كناري لا يكف عن العزف المتواصل، وبت اصغى له وانا أكابر!

نعم نعم مملكتي أنوثتك، وفيها جنوني ومنها استخرج السعادة لفؤادي، عجزت عن الهروب واتخاذ لي مأوى غير مهبط صدرك العاري المستلقي على فراشي الحريري الدافئ.

هنالك تناولت شفاهك أول مرة إلى أن ثملت وثمل كل عضو بي! كأن كل ما فيك خمرا وانا في عمق قلبك بت اتسكع الى ان خشيت من أن تسقط رجولتي على انوثتك ثم انا اغرق… وسقطت وغرقت.

إن الأنوثة المتدفقة من باطن اعماقك تشبه تدفق البراكين! توشك أن تودي بحياتي، فكيف لي بالنجاة منها وانا العاشق الوليد بين كفيها؟! حيث لا اجد لي مفر من الانصهار دون حركة دفاعية تنجيني من الاحتراق إلى أن احترقت بالفعل وانا ابحث لي عن مفر أفر إليه بعيدا عن كل هذا الدمار!

فبالله عليكم خبروني؟ هل سمعتم عن عاشق قد نجى من خيوط معشوقه وفي حضرة غيابه من كأس السعادة وراحة البال قد ارتوى؟! ‫#‏أشك‬

لـ ~ قلم فحم

قياسي
غير مصنف

القرنفلة التي عانقتها السماء

كل شيء تكحّل بالسواد، كل شيء، كل شيء، أنا أعني ذلك تمامًا

حتى النباتات التي تطل على السماء من نوافذ المنازل كل صبيحة نهار لتعانق الشمس بحرارة بدت نحيفة يابسة كعشبٍ أصفر تصلّبت عروقه في باطن التربة يئن من عدم ضخ الأرض مزيدًا من عصارة نداوتها في بنية ساقه، متجاهلاً حقيقة أن ما قد حلّ به قد حلّ بالأرض هي الأخرى، فأصبحت جافة جدباء على هيئة قوام عود فتاة صومالية، شاحبة الوجه واللون والرائحة، واقفة تشاهد أقوامًا من بني جلدتها، المصابين بالتخمة عبر شاشة مسطحة صغيرة تكاد أن ترى من خلالها الصورة بصعوبة، تعوي فيها الكلاب الضالة بطلاقة! من خلف كل زاوية من زوايا الشاشة المهشمة داخل عمق ذلك المقهى المهترئ الجدران، والذي يبدو على هيئة خيمة مصنوعة من بقايا أقمشة سوداويّة اللون، قاتمة الروح، أكلها الحقد من أولها إلى آخرها، وأستشرى فيها الغضب كالطاعون. ومع كل مشهد يمر تتلفت الفتاة حولها لتصافح بقايا الطفولة المبتورة بمقلتيها، وهي تعاني شدة المشاعر المتناطحة في داخل الثوب الواحد، فَلم يعُد يُسمع منها سوى تمتمة خافضة جدا تقول: كل تعاليم السماء باتت اليوم عند الكثيرين معدومة ! عالم بائس بائس للغاية، كل نبراته حادة مثل حافة الشفرة، لم يعد يعرف التقدم كسابق عهده بالفنون والأدب من بعد أن تعسكر ببندقية في مقابل حجر! فوا آسفاه على أنتحار الإنسانية ! وبعد أن تغذى العالم الآن على الكراهية وبات في شر ليلة فما لبث إلا قليلاً حتى أصبح ضخم الجثة ، نحيف العقل ، سقيم الروح ، عالم ممسوخ ، ظاهره النور ، وباطنه الفجور ، يتغذّى على الدماء كزومبي أستدعاه الشيطان من سراديب الخيال ليصبح رسولاً مسعورًا لواقع يُعاش منذ قرون يبشّر أتباعه بليلة قاتمة لا يأتي بعدها النهار ، فهنيئًا لكم ما أعدّه جدّكم الأكبر الشيطان من نعيمٍ مقيم في الجحيم أيها الفاعلين ، والتابعين ، والمصفقين أمام الشاشات . أمّا أنتِ يا قرنفلتي التي تحلّق الآن كنجمة متلآلئة بعيدًا بعيدًا عن غبار سحب تلك المدن الدخانية المتهالكة، وحارات الطفولة المنتكسة، وأحياء البشر الغوغائية التعيسة المفلسة الهشّة. فحين تسحرك أشعة الشمس الدافئة في المياه الإستوائية، وترغب في الإبحار قليلا داخلها، وتري جميع أشكال وألوان الكائنات أجدها هنالك تنتظرني بين الشعاب المرجانية مثل عروسة بحرية مخلدة، تطفو كسمكة ملونة في عالمي الوردي. ها قد غفت عينيك يا- قرنفلتي الآن مثل طفلة تتكئ على إحدى جدران القمر، من بعد ليلة ساحرة في عمق البحر، بعيدة كل البعد عن كل هذا الهراء، ترقصين كفراشة متسربلة بألوان قوس قزح. لم تعد روحك تئن الآن من ألم ، ها قد عم أرجاء أعضائك السلام ، وتنفست روحك شيء من الفرح المنتظر.


لـ | قلم فحم

@qalamfahm

قياسي
شعر

الغائبة

qalamfahm.jpg

غابت كما الشمس بالخلق تفعل

وهي تظن أنها في الغياب أجمل !

كالزهرة شامخة تعلوها فراشة بها تتغزل

وأنا كالعصفور المبلل أنهكه المطر حتى تملل

ناديتها بتمهلي ف لم أعد اليوم كـ/أمس الأول

كيف أركض خلفك وأنا هنا المكبل الأغر الأعزل

أمشي رويدا كلما خشع القلب لربه يتبتل

أرجو لقائك ولو على وسادة حلم، والله أتقبل

يا من لم ترى عيني قط مثلها امرأة تتدلل

كلما تذوقت شيء من بقايا شفتيها أثمل

عنقود عنب هو عقدها المتلألئ بها يتجمل

والكون كله يرقص من حولها وفيها ينظر ويتأمل

البستها تاج الوقار وكسيتها من ثوبي الأفضل

عانقتها وأنا أردد على مسامعها أن لا ترحل

هاتفتها بمشاعري بفؤادي بسهر الليالي

لوحت لها بكلتا يدي وأنا أتوسل آلّا تفعل

لـ قلم فحم

QalamFahm

قياسي